کد مطلب:163921 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:183

رسالة الکلمة
إن دماء الشهداء رافداً آخر للتعبیر عن أحداث الطف هو رافد الخطب اللاهبة، وقد كانت زینب الكبری تقذف لهباً وحمماً فی وجه الطغاة، ابتداء من كربلاء حیث خاطبت عمر بن سعد فی یوم عاشوراء خطاباً، فبكی وجرت دموعه علی لحیته الخبیثة، وكذلك فی الكوفة وقد قال أحد الخطباء بأن أعضاء ثورة التوابیین سجلوا أسمائهم تحت منبر زینب الكبری فی الكوفة، وهذا صحیح، فلما ألقت ذلك الخطاب وأثارتهم وكشفت واقعهم الفاسد بكل عنف-وفی نفس الوقت-بكل بطولة حینذاك أخذ بعضهم ینظر أنحن الرجال أم هذه المرأة هی الرجل الحقیقی!

إمرأة فقدت كل أعزتها وهی وحیدة مع ذلك فهی لا تتحدث فقط عن ظلم الطغاة وعن انحرافهم، بل تتحدث عن سكوت الجماهیر، وعن مدی اشتراكهم فی الجریمة لو استمروا ساكتین وهذه هی الشجاعة.

أن یقول المصلح كل الحقیقة، وانها حقاً رسالة الكلمة التی تحولت الی رافد.

الخطب لم تعد بعد كربلاء خطباً فارغة، وإنما كانت الخطابات والاحادیث تبدأ بذكر الامام الحسین (ع) وتنتهی بهذا الذكر، وهكذا تحولت كل قطرة من قطرات دام الامام الحسین (ع) الی رسالة الكلمة.